للناجي في البحر طريق و إن حضر الأجل - فر من الموت و في الموت وقع
.. سبحان الله ..
ذكرت جريدةُ « القصيم » -وهي جريدةٌ قديمةٌ كانتْ تصدُر في السعودية - ذكرتْ أن شابّاً في دمشق حجزَ ليسافرَ ،وأخبر والدته أنَّ موعدَ إقلاعِ الطائرةِ في الساعةِ كذا وكذا،وعليها أنْ توقظه إذا دنا الوقتُ ، ونام هذا الشابُّ ، وسمعتْ أمُّه الأحوال الجوية في أجهزةِ الإعلامِ ، وأنَّ الرياح هوجاءُ وأنَّ الجوَّ غائمٌ ، وأنَّ هناك عواصف رمليَّةً ، فأشفقتْ على وحيدها وبخلتْ بابنها ، فما أيقظتْه أملاً منها أن تفوته الرحلةُ ، لأنَّ الجوَّ لا يساعدُ على السفرِ ، وخافْت منْ الوضعِ الطارئِ ،فلما تأكَّدتْ من ْ أنَّ الرحلة قد فاتتْ ، وقد أقعلتِ الطائرةُ بركَّابِها ، أتتْ إلى ابنِها توقظُه فوجدتْه ميِّتاً في فراشِه .
﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾
فرَّ من الموتِ وفي الموتِ وَقَع .وقدْ قالتِ العامةُ : « للناجي في البحر طريقٌ » .وإذا حضر الأجلُ فأيُّ شيء يقتلُ الإنسان .
من كتاب "لا تحزن" د. عائض القرني