حملناك يا مصر بين الحنايا
وبين الضلوع وفوق الجبين
فلا تحزني من زمان جحود
أذقناك فيه هموم السنين
تركنا دماءك فوق الطريق
وبين الجوانح همس حزين
تركناك للفقر دهراً طويلاً
فيا مصر صبراً على ما رأيت
جفاء الرفاق لشعب أمين
سيبقى نشيدك رغم الجراح
يضيء الطريق على الحائرين
سيبقى عبيرك بيت الغريب
وسيف الضعيف وحلم الحزين
سيبقى شبابك رغم الليالي
ضياء يشع على العالمين
فهيا اخلعي عنك ثوب الهموم
فغداً من عبيرك تصحو السماء
إلينا تعالي فأنت الحنان
إلينا تعالي فأنت الأمان
فيا دمعة أحرقت مقلتيا
ومنها سلكت دروب البكاء
ويا حزن عمري و يا كأس فرحي
إذا عز في العمر يوم الصفاء
سيبقى جمالك رغم الخريف
ورغم الرياح ورغم الشتاء
فلا تبكي حزناً على ما وهبت
ولا تنظري حسرة للوراء
فهيا اضحكي مثلما كنت دوماً
فإنك في الأرض سر البقاء
غداً ستشرق الشمس من الجديد...